السلامة المرورية والطرق
تعد حوادث السير على الطرق المسبب الرئيسي في ذهاب أرواح انسانية يومياً خاصةً عندما يكون السائق شاباً، وتعود النسبة الأكبر لوفيات الأطفال والشباب ما بين عمر الخامسة إلى التاسعة والعشرين.
وقد تنبهت دول العالم إلى خطر هذه المشكلة وقامت بوضع القوانين اللازمة للتخفيف من نسبة الحوادث قدر الإمكان، إلا أن عدد الأشخاص الذين يذهبون في العالم سنوياً إلى أكثر من مليون شخص.
وهذا ما يدعم ضرورة التوعية بالسلامة المرورية التي تعد من أهم عوامل الأمان في حياة الإنسان، لذا يجب على الأشخاص الحفاظ على أنفسهم وتجنب التعرض للحوادث المروية من خلال اتباع اجراءات الوقاية من الحوادث، وتعني السلامة المرورية اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي وقوع حوادث وإصابات لمرتادي الطرق سواء كانوا سائقي السيارات أم سائقي الدراجات أم المشاة وخاصة أن الحوادث المرورية من أكثر مسببات الوفاة في العالم.
بحسب احصائيات دقيقة لمنظمة الصحة العالمية تذهب الأرواح بسبب حوادث المرور نحو 1.3 مليون شخص سنوياً، ويتعرض بين 20 و50 مليون شخص آخر لإصابات غير مميتة، كما أن العديد منهم يصاب بعجز ناجم عن إصاباتهم.
لذا لا بد من اتخاذ الاجراءات اللازمة من قبل الحكومات للحفاظ على سلامة الطرق بأسلوب صحيح يقتضي مشاركة قطاعات متعددة كالنقل والصحة والتعليم ومديرية الأمن العام لربط مسائل سلامة الطرق والمركبات في سلامة مستخدمي الطرق أنفسهم.
عناصر السلامة المرورية:
أولا: المركبة.
يقصد بها الآلة التي تسير على الطريق، ومن عناصر السلامة في المركبة تفقد الإطارات باستمرار للتأكد من مناسبتها من حيث المقاس والنوعية ومعدل السرعة وأماكن التخزين وسنة الإنتاج وتحمل السير عليها.
ثانيا: السائق. (العنصر البشري).
يقصد به العنصر الفعال والمحرك للعملية المرورية، ومن عناصر السلامة في السائق سلامة العقل والحواس والمعرفة التامة بقوانين وأنظمة المرور والتركيز أثناء القيادة والإحساس بالمسؤولية واستخدام حزام الأمان وتوفر الوسائل الخاصة كالنظارات الطبية وحقيبة الإسعافات الأولية والوسادة الهوائية.
ثالثا: الطريق.
يقصد به الذي يسير فيه الناس، والسلامة في الطريق عبارة عن التصميم والتخطيط الهندسي للطريق واضاءة الطرق إزالة العوائق الطبيعية وتوفر أدوات تنظيم المرور وإنشاء وتشييد شبكات طرق عالية الجودة والمستوى.
نصائح مهمة للسلامة المرورية لسائقي المركبات:
- اتباع قوانين المرور والالتزام بالنظام أثناء القيادة.
- السماح للمشاة العبور بسلام.
- صيانة السيارة بشكل مستمر لتجنب تعطلها في الطريق.
- عدم قيادة السيارة تحت تأثير الكحول.
- الاطلاع على احوال الطرق قبل الخروج.
- تجنب استخدام الهاتف المحمول.
- التأكد من سلامة المركبة.
- تجنب تشتت الانتباه.
- عدم تناول المأكولات والمشروبات التي تقلل من التركيز أثناء القيادة.
- تخفيف سرعة القيادة عند الدخول إلى طريق رئيسي أو تقاطع.
نصائح مهمة لسائقي الدراجات:
- عدم المناورة بين المركبات.
- الالتزام بخط سير معين.
- التوقف عند كل علامة وقوف تخبر السائق بالتوقف.
- عدم تجاوز السرعة المحددة.
- الالتزام بإشارات المرور الضوئية ولوحات الطريق الإرشادية.
- ارتداء خوذة الرأس ذات مواصفات عالية لحماية الرأس في حال التعرض لإصابة.
نصائح مهمة للسلامة المرورية للمشاة:
- معرفة الطريقة الصحيحة لعبور الطريق.
- الانتباه إلى أصوات السيارات ومراقبة حركة المرور.
- العبور من الأماكن المخصصة للعبور.
- التوعية بضرورة استخدام الرصيف.
- مراقبة الإشارات المروية خاصةً الإشارات الضوئية.
إن أهمية السلامة المرورية بمفهومها الواسع تهدف إلى تبني الخطط والبرامج المرورية والاجراءات الوقائية للحد من وقوع الحوادث وحفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات أمن البلاد ومقوماته البشرية والاقتصادية.
ونجحت المنظمات الدولية في وضع جهوداً لتحسين السلامة على الطرق وجعلها أولوية سياسية، حيث تم وضع مجموعة من المعايير والقواعد لتطوير التوجيه الفني القائم على الأدلة العلمية، وتشجيع الحكومات على تطوير وتنفيذ سياسات داعمة لتحسين السلامة على الطرق، وحشد مختلف الجهات والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني للعمل بكفاءة، وتم تشجيع الدول على مواصلة العمل بشأن السلامة على الطرق من خلال فحص التقدم الذي تحرزه هذه القضية وتقديم تقارير بشكل مستمر عنه.
التطور التكنولوجي الحاصل حالياً ساهم في التقليل من معدل حوادث الطرق من خلال ادخال أفضل الميزات في المركبات المحسنة، و وضع كاميرات متقدمة بالتعاون مع تقنيات الرؤية، وتفعيل خدمات الطوارئ المحسنة مما يساعد في وصول الرعاية الطبية بأسرع وقت، وتتبع ومراقبة سلوك السائقين، و وضع لوحات توعوية بشاشات عرض لافتة للأنظار.
كما تعد الإصابات الناجمة عن حوادث المرور السبب الرئيسي لفقدان الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 أعوام إلى 29 عاماً.
وتزداد احتمالات تعرض الذكور لحوادث المرور مقارنةً بالإناث وتقع حوالي ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن حوادث المرور 73% من الشباب الذكور الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً.
وتبلغ خطورة تعرض ركاب السيارة لخطر الوفاة عند اصطدامها بسيارة اخرى من الجانب بنسبة 85%بسرعة 65كم/ساعة.
كما تعتبر90% نسب الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتسجل أعلى معدلات الوفيات جراء الإصابات الناجمة عن حوادث المرور في الاقليم الأفريقي، وتسجل أدنى المعدلات في الإقليم الأوروبي أي البلدان المرتفعة الدخل.
تقرير الصحة العالمي الجديد الصادر عن منظمة الصحة العالمية بشأن السلامة على الطرق لعام 2023 يظهر أن عدد الوفيات النجمة عن حوادث المرور على الطرق انخفض منذ عام 2010 بنسبة 5% ليصل إلى 1.19 مليون.
ولا يزال يموت أكثر من شخصين في الدقيقة بسبب حوادث الطرق، ويتعرض المشاة ومستخدمي الطرق لخطر الوفاة بشكل متزايد، حيث تحدث تسع من عشر وفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ومن ذلك فإن الحديث عن الثقافة المرورية أمر مهم من أجل غرس الوعي المروري والتقليل من نسب الوفيات والإصابات جراء الحوادث المرورية، والتي يمكن الحد منها من خلال العمل على الحفاظ على استراتيجيات السلامة المرورية، والتصدي لتلك الحوادث التي تؤدي بحياة الإنسان بوصفها مسؤولية مشتركة بين مختلف القطاعات وفئات المجتمع، وأيضاً يجب تفعيل دور الإعلام بشكل أكبر لخلق ثقافة مرورية مما يسهم في الوقاية من الآثار السلبية الناجمة عن حوادث المرور، وإدخال الثقافة المرورية في المناهج الدراسية منذ الصفوف الأولى لجعلها جزء من ثقافتهم، فالذي يجهل عوامل السلامة المرورية لن يلتزم بقواعدها، وتعد المعرفة بالسلامة المرورية سبب أساسي للتقليل من نسب حوادث المرور.
إعداد: غدير رمضان.
الـمراجع: منظمة الصحة العالمية، وزارة النقل والأشغال، وزارة الخارجية.